تخطي للذهاب إلى المحتوى

زهير اسماعيل :المهام المطروحة اما الثورة السورية

8 ديسمبر 2024 بواسطة
زهير اسماعيل :المهام المطروحة اما الثورة السورية
Ameur


هنيئا للشعب السوري المظلوم انتصاره في ثورته العظيمة بجهده الخالص على أبشع نماذج الاستبداد العربي التابع، بعد 13 من ثورته، وبعد 54 سنة من حكم عائلي لا شبيه له سوى نظام الخمير الحمر الدموي في سبعينيات القرن الماضي (وطد كمبوديا). وتكاد تضحيات السوريين تكون بلا نظير في الثورات الحديثة (أكثر من مليون شهيد، وحولي 13 مليونا من المهجرين والنازحين). 

تبدو مهمّة الثورة السوريّة مزدوجة: تحرّر ( إسقاط النظام) وتحرير ( إخراج المحتلين) فالبلاد محتلّة من ست دول (الكيان، الولايات المتحدة، روسيا، إيران، بريطانيا، تركيا) لها قواعدها وجيوشها على أرض سورية. وبذلك هي ثورة تجمع في حركتها المنتصرة بين المقاومة ( مواجهة الاحتلاليْن الداخلي والخارجي) والمواطنة (تأسيس الحرية وبناء الديمقراطيّة).

التحولات العميقة التي يعرفها المشهد السوري لم تكن بمعزل عن أحوال عالمنا ونظامه العليل وما يفرز من توترات وردود أفعال كان من بينها طوفان الأقصى.  وبفعل الطوفان وصمود المقاومة اهتزّت أعتى السرديات في العالم، ومن آثاره الاستراتيجية كانت الفجوة في بلاد الشام فاجتمعت شروط استعادة الثورة والحرية في سورية والإعداد لدحر نظام دموي كان استمراره من أهمّ أسباب الفشل في اجتماع كلمة العرب وتخلّفهم السياسي على مدى خمسة عقود.

سيدخل السوريون في مرحلة انتقاليّة صعبة. وتشير تجارب الانتقال القريبة إلى أنّ أخطر ما يمكن أن يتهددها هو هدم كلّ القديم والإسراع بإجراء انتخابات. فالانتخابات المبكرة غالبا ما تكون سببا قويا في الانقسام بين القوى الفاعلة. ويكون بناء مؤسسات صلبة بمشاركة واسعة تضمن بناء جماعيا متأنيا للبلاد وعيشا محترما وعدالة انتقاليّة وظيفيّة أولويّة وخيارا إصلاحيا مطلوبا. 

ورغم صعوبة التمييز بين الحزب والنظام والدولة في حكم البعث الدموي فإنّ للدولة والمجتمع المتعدّد بامتياز شخصيات يمكن الإفادة منها ومؤسسات يمكن ترميمها وتطويرها، فالانطلاق من الفراغ قد يكون مستحيلا في سياق يغلب عليه التوتر والتحوّل والتجاذبات. ومن الأخطار التي تهدد وحدة السوريين التدخّل الأجنبي إقليميا ودوليا. والسوريون ليسوا منفصلين عن العالم ولكن انتصارهم التاريخي هذا يمنحهم فرصة التعامل مع كل الشركاء من منطلق مصلحة بلدهم. واستقلال قرارهم مشروط بنجاحهم في بناء حريتهم وصون وحدتهم.

إيماننا بالربيع، وحبّنا للشام وأهله ولتضحياتهم وصبرهم العجيب يُنطقاننا بمثل هذا الكلام وإن كنّا أحوج منهم إليه. فهل يحق لمن فشل أن ينبري ناصحا؟.



زهير اسماعيل :المهام المطروحة اما الثورة السورية
Ameur 8 ديسمبر 2024

علامات التصنيف