أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق بعد العثور على جثة الدكتور زكرياء بوقيرة داخل منزله بضاحية المرسى، في حادثة فجئية خلفت صدمة في الأوساط الطبية والإعلامية. ولا تزال أسباب الوفاة مجهولة إلى حد الآن، حيث تقرر عرض الجثة على الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة.
ويُعد زكرياء بوقيرة من الأسماء البارزة خلال جائحة كوفيد-19، حيث عرف بمواقفه الصارمة وتحذيراته المستمرة من خطورة الوضع الصحي، مطالباً مراراً بفرض حجر صحي شامل، وسط موجات انتشار الفيروس وتدهور المنظومة الصحية.
الفقيد هو طبيب تخدير وإنعاش، تخرج من كلية الطب بتونس، وعمل في القطاع العمومي، كما كان ناشطاً حقوقياً منذ وقت مبكر، واشتهر بعد تعرضه للإيقاف في مطار تونس قرطاج سنة 2011، إثر توثيقه لانتهاك أمني، وهي حادثة سلطت عليه الأضواء كصوت ناقد وناشط غير تقليدي.
وقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة صفحته على فيسبوك، المنصة التي جعلت منه شخصية جماهيرية مثيرة للجدل، بين من يصفه بالمستبصر الذي دق ناقوس الخطر، ومن اعتبره صوتاً متطرفاً في تشخيص الأزمة الصحية.
وتبقى ملابسات وفاته في انتظار نتائج التحقيق والتشريح، فيما عبّر العديد من التونسيين عن حزنهم لرحيل شخصية مثّلت بالنسبة للكثيرين ضميراً حياً خلال إحدى أصعب المحطات في تاريخ البلاد الصحي المعاصر.