نفذ المعلمون بالمدرسة الابتدائية أبو القاسم الشّابي بمنوبة (تونس الكبرى) تحركا احتجاجيا يوم الاثنين 9 ديسمبر2024، يشمل إيقاف الدروس، وذلك استجابة إلى دعوة الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بمنوبة.
وعبّر الفرع الجامعي النقابي التابع لاتحاد الشغل في بيان له، عن "استعداده للدفاع عن منظوريه بكلّ الأشكال النضالية"، مبينًا أن هذا التحرك الاحتجاجي يأتي على خلفية "الاعتداء على هيبة المربين وحرمة المدرسة من طرف ملازم بالجيش التونسي"، وفق نص البيان.
وجاء في البيان الذي حمل عنوان "فوهة البنادق تصوّب نحو الأعداء لا نحو المدارس والمربين"، أن "ما جدّ بالمدرسة الابتدائية أبو القاسم الشابي بمنوبة هو تعدّ صارخ وكارثة بأتم معنى الكلمة تستهدف حرمة المدرسة وهيبة المربين والمربيات وخاصة عندما يكون مصدرها ملازمًا بالجيش الوطني الّذي اعتدى ونكل وهرسل الجميع ضاربًا عرض الحائط قدسية المدرسة".
وقال الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بمنوبة إنه و"بقدر احترامه لدور الجيش الوطني في عدة محطّات أخرجت البلاد من أتون المحرقة فإنّه يدين وبشدة تصرّف أحد عناصره داخل المؤسسة التربوية"، وهو ما اعتبر أنه "ينمَّ عن كرنفال تسلّطي وفهم محدود لدور الجيش الوطني مع البلاد والعباد" وفق نص البيان.
ويشار إلى أن الاعتداءات على المعلمين والأساتذة أخذت منحًا تصاعديًا في تونس خلال الفترة الأخيرة، واختلفت مصادر هذه الاعتداءات فمثل التلاميذ طرفًا في الاعتداء خلال مناسبات عديدة، فيما ارتكب الأولياء عددًا من هذه الاعتداءات ونفذ مجهولون وغرباء عن المؤسسات التعليمية عددًا آخر من الاعتداءات اللفظية أو الجسدية.
ويذكر أن التلاميذ ليسوا بمنآى عن الاعتداءات بالعنف التي تشهدها المؤسسات التربوية في تونس، ويمثل الإطار التربوي والإداري في عديد الأحيان طرفًا متسببًا في هذه الاعتداءات، حتى أصبحت "ظاهرة العنف المدرسي سمة أساسية تطبع العلاقات بين التلاميذ والإطارات التربوية والإدارية" خلال الفترة الأخيرة، وهذا ما صرح به كاتب الدولة لدى وزير الداخلية مؤخرًا.
وتتصاعد الدعوات إلى إيجاد حلول جذرية لظاهرة العنف في مدارس ومعاهد تونس، بين مطالبات بتجريم الاعتداءات على المربين ودعوات لفرض خطايا مالية على أولياء التلاميذ مرتكبي هذه الاعتداءات.