من داخل سجنه كتب المعتقل عصام الشابي رسالة فيها ما يلي :
"وللحرّيّة الحمراء باب بكلّ يد مضرّجة يُدقُّ"
سنواصل طرق أبواب الحرية إلى أن نفتح أبوابها وترفرف رايتها عاليا فوق ربوع هذا الوطن.
لن ترهبنا محاكماتهم الصُوريّة ولا معتقلاتهم، فالاستبداد قوس لا بدّ أن يُغلق، وهو حتما إلى زوال.
سألاحق كل من شارك في هذه المظلمة السياسية والقضائية في كل الساحات والميادين وأمام الهيئات الحقوقية الوطنية والدولية، وأمام القضاء التونسي حين يستعيد عافيته وسلطته المستقلة، مؤمنا بأن أعلى مراتب الجهاد كلمة حق في سلطان جائر.
شكرا لفرسان الحرية، لسان الدفاع عن الحق، لما بذلوه وما تكبدوه في سبيل النهوض برسالتهم النبيلة. فخور بصمود عائلاتنا، تضحياتهم، وصبرهم الذي نستمد منه صبرنا وصمودنا. فخور بالوقفة المشرفة لأنصار الحرية من مناضلات ومناضلي حقوق الإنسان، والإعلاميين الأحرار، ونشطاء المجتمع المدني، والمناضلين السياسيين وأحزابهم، دفاعا عن تونس الحرية، تونس العدالة والكرامة الوطنية، تونس دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية.
وبينما أضع اللمسات الأخيرة على هذه الرسالة، بلغني خبر إيقاف الأستاذ أحمد صواب.
من زنزانتي أعبّر عن كامل تضامني معه، فصوته الحر في الدفاع عن القضايا العادلة وعن استقلال القضاء لن يُسكت، واستهدافه لن يزيدنا إلا تمسكا بالحق وإصرارا على مواصلة النضال.
إلى إخواني ورفاقي في الحزب الجمهوري، دمتم صرحا للنضال ورأس حربة المدافعين عن الديمقراطية في هذه البلاد.
وإني أحتسب نفسي شهيدا حيا، لا أستكثر على وطني هذه التضحيات، ولو كان ثمن الحرية يستدعي المزيد من التضحية، لما ترددت لحظة واحدة.
تونس تستدعي منا توحيد جهودنا جميعا دون تأخير، حتى تشرق فيها شمس الحرية مجددا...
يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله.