سجّلت أسعار النفط، امس الأربعاء، ارتفاعاً حاداً تجاوز 4%، في ارتداد قوي من أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق بعض الرسوم الجمركية مؤقتاً، مع رفعه في الوقت نفسه للرسوم المفروضة على الصين إلى 125%.
وارتفع سعر خام برنت عند التسوية بـ2.66 دولار (4.23%) ليبلغ 65.48 دولاراً للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ2.77 دولار (4.65%) ليستقر عند 62.35 دولاراً للبرميل.
وكانت الأسعار قد شهدت في وقت سابق من الجلسة تراجعاً بنحو 7%، قبل أن تعاود الصعود بعد التطورات السياسية الأخيرة.
وقال فيل فلين، كبير المحللين في "برايس فيوتشرز"، إن قرار ترامب يعكس تحولاً في استراتيجيته التجارية، حيث منح الدول المتعاونة فرصة لحل النزاعات قبل تنفيذ الرسوم الجديدة، لكنه صعّد الضغط على الصين، مضيفاً: "ترامب يعزل الصين اقتصادياً".
في المقابل، ردت بكين بإعلان فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 84% على الواردات الأمريكية، تدخل حيّز التنفيذ غداً الخميس، وهو ما زاد من حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
ورأى بوب ياوجر، مدير عقود الطاقة في "ميزوهو"، أن الأسواق تتفاعل مع احتمال قرب التوصل إلى صفقة مع الصين، في حين حذّر جيوفاني ستونوفو من "يو.بي.إس" من تداعيات الحرب التجارية على الطلب العالمي، مشيراً إلى أن المخاوف من تراجع الاستهلاك قد تفرض ضغوطاً مستقبلية على الأسعار.
من جانب آخر، ساهم قرار منظمة أوبك+ بزيادة الإنتاج بـ411 ألف برميل يومياً اعتباراً من ماي في تنامي التوقعات بحدوث فائض في السوق.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفاع مخزونات النفط بـ2.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، ما فاق التوقعات بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل، مما قد يؤثر بدوره على حركة الصادرات الأمريكية في ظل التوتر مع الصين.
أما في الجانب الأوروبي، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على بعض السلع الأمريكية في إطار تدابير مضادة، بينما دخلت إجراءات مماثلة حيّز التنفيذ في كندا.
الخلاصة: الأسواق النفطية تستجيب بشكل دراماتيكي للتطورات الجيوسياسية والقرارات التجارية بين واشنطن وبكين، ما ينذر بفترة قادمة تتسم بعدم الاستقرار وتقلبات حادة في أسعار الخام.