بمناسبة مرور سنتين على اعتقال رئيس حركة النهضة و رئيس البرلمان الشرعي راشد الغنوشي كتب القيادي بحركة النهضة رياض الشعيبي ما يلي
في مثل هذه الليلة كنت أحد الشهود على ما تعرض له الشيخ راشد الغنوشي من تنكيل وتشفي أثناء عملية اعتقاله. وما ينقمون منه الا أنه آمن بالحرية نهج حياة، واعتبر أن تحرر الانسان هو الشرط الاساسي لقيامه على مهمة الاستخلاف في الأرض وتعميرها. فلو كان الانسان مسيرا في كل فعله، لما زاد فضله عن الملائكة الذين أوكلهم الله تنفيذ أمره. غير أن للانسان نفسا سواها، فألهمها فجورها وتقواها، فجعل جزاء التقوى الثواب وجزاء الفجور العذاب، فاستحق ذلك بما له من حرية واختيار.
لم يُكتف بحرمانه فرحة الافطار بعد الصيام، ومنعه قيام ليلة ال27 من رمضان، بل توغلوا في التنكيل به حتى أبقوه في صوم متواصل لأكثر من 36 ساعة، جالسا على كرسي بلا ماء ولا طعام ولا دواء، حتى أصابه الاعياء والاغماء بما جعلهم يضطرون لنقله للمستشفى..
أية ضغينة وأي حقد ملأ قلوبهم حتى جعلتهم يفعلون ما فعلوا برجل أنار فكره عقول أجيال عديدة في كل ربوع العالم الاسلامي..
الليلة وبعد سنتين مازالت الجريمة متواصلة حيث يخضع الشيخ راشد الغنوشي للاعتقال في زنازانة ضيقة وقذرة دون مراعاة لمكانته العلمية ولا لقيمته الرمزية والاعتبارية ولا حتى لحقوقه الانسانية. كذلك فعل من قبلهم بالشيخ عبد العزيز الثعالبي وقد كان زعيم أمة في زمانه، فما نال منهم غير الترذيل والتحقير والتنمر.
لكن هل انتقص ذلك من قدره ومن قيمته ؟
أبدا الطغاة لا يكتبون التاريخ، لأن التاريخ ينصف دائما المظلومين، وسينضاف إلى قائمة الذين حالوا دون حرية الشيخ راشد الغنوشي أسماء هؤلاء الذين ظنوا أنهم سيفسدون عليه دنياه باعتقاله والتنكيل به، فأفسد عليهم آخرتهم بصبره وثباته واحتسابه..
ورغم كل النداءات من أطراف العالم الاسلامي الأربع لاطلاق سراح الشيخ راشد الغنوشي، وبالرغم من المطالبات المتتالية من أهم المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان في العالم، الا أن سلطة مسكونة بهذا الكم من الحقد الشخصي الأسود والرغبة في الانتقام من كل من يخالفها الرأي، كل ذلك حال دون سماع كل هذه النداءات والاستجابة لها..
لكن سنن الله التي جعلت من الصبر عند الامتحان نصف الايمان، هي نفسها التي وعدت الصابرين بالنصر ولو بعد حين..
فصبر جميل أيها الشيخ الجليل والله المستعان عما يصفون..