أفادت وكالة رويترز بأن الرئيس التونسي قيس سعيد أقال رئيس الوزراء كمال المدوري بعد أقل من عام على تعيينه، وعيّن سارة الزعفراني خلفًا له، في خطوة مفاجئة تأتي وسط أوضاع اقتصادية متعثرة وأزمة متصاعدة تتعلق بالمهاجرين.
ووفقًا للوكالة، فإن الزعفراني، التي شغلت منصب وزيرة التجهيز والإسكان منذ 2021، أصبحت ثالث شخصية تتولى رئاسة الحكومة في أقل من عامين، في ظل تكرار قرارات الإقالة التي اتخذها سعيد بحق مسؤولين بارزين، كان آخرها إقالة وزيرة المالية سهام البوغديري.
وتشير رويترز إلى أن قرارات الرئيس التونسي تأتي في وقت يزداد فيه الغضب الشعبي بسبب تراجع الخدمات العامة في مجالات الصحة والنقل والكهرباء والمياه، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الذي لم يتجاوز 1.4% العام الماضي. كما نقلت الوكالة عن سعيد قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي إن هناك "عصابات إجرامية تنشط في المرافق العمومية"، مؤكدًا ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي تواطؤ أو تقصير.
وفيما يتعلق بأزمة المهاجرين، أوضحت رويترز أن تونس تواجه انتقادات حقوقية واسعة بسبب طريقة تعاملها مع آلاف المهاجرين من دول جنوب الصحراء الذين تجمعوا في مناطق مثل العامرة وجبنيانة، حيث منعتهم السلطات من العبور إلى أوروبا، مما أدى إلى احتكاكات مع السكان المحليين وتصاعد التوترات.
وتذكّر الوكالة بأن قيس سعيد استحوذ على سلطات واسعة منذ 2021 بعد حله البرلمان المنتخب وتوليه الحكم بمراسيم رئاسية، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها "انقلاب على الديمقراطية"، وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على نظامه.