في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية أكدت الاستاذة الجامعية رجاء بن سلامة ان المعركة الانتخابية غير متكافئة .. السلطة توظف القضاء و الاعلام لكي تُؤبِدَّ نفسها و في مايلي نص التدوينة كاملا :
سيقول التّاريخ كلمته في حقيقة اﻷرقام، وحقيقة التّصويت. ﻷنّ الحقيقة تظهر دائما، عاجلا أو آجلا.
المهمّ أنّ معركة هذه الانتخابات الرئاسيّة لم تكن متكافئة، وأنّ السّلطة الحاكمة وظّفت كلّ شيء، من نظام التّزكيات إلى القضاء العدليّ واﻹعلام، إلى البرلمان، و سبر اﻵراء، لكي تؤبّد نفسها، والمهمّ أنّ هذا التّوظيف كان بلا حدود، بل كان مأساويّا وظالما، بحيث أنّ عدّة مترشّحين لم يُقصَوا فحسب بل حُكم عليهم بالسّجن، وأحد المترشّحين المتبقين، العيّاشي زمّال، حكم عليه بـ14 عاما من السّجن، لأنّه مارس حقّه في التّرشّح، وتمسّك بهذا الحقّ رغم مسلسل تنكيل لا يليق بأيّ بلاد تحترم مواطنيها وقوانينها.
لم يخطئ من دعا إلى المقاطعة، ولم يخطئ من تمسّك باﻷمل ودعا إلى التّصويت. الخطأ هو ما نراه أمامنا. الخطأ هو منطق الشّوكة والغلبة، والخطأ هو الاستقواء بالقضاء، وتوظيفه، والخطأ هو تكميم اﻷفواه، ووضع المخالفين في الرّاي والمنافسين في السّجون.
هناك أغلبيّة صامتة هي في حدود 70 بالمائة لم تدل برأيها (ولذلك فمن غير المجدي الحديث عن "الشّعب" واﻷغلبية في مقابل النّخب) وهناك حوالي 94 بالمائة من شباب البلاد لم يصوّت.
والرّهان السّياسيّ اﻷوّل اليوم هو في التّوجّه إلى هؤلاء وفي مخاطبتهم.
والرّهان الثّاني هو في وضع حدّ للظّلم، وإطلاق سراح مساجين الرّأي، وإعادة الاعتبار للحرّيّات الأساسيّة، وتحرير السّياسة والعمل المدنيّ من التّخوين والاتّهامات الباطلة بالفساد.
والرّهان الثّالث يقع على المدى الطّويل : إنّه مواصلة التّربية والتّعليم والاستثمار في اﻹنسان، لتكوين مواطنين أحرار ومتمسّكين بحلم دولة القانون، وحلم الدّولة القويّة والعادلة، وحلم تحرير الاقتصاد من قيود الرّيع والبيروقراطيّة.