في لقاء جمعه برئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري يوم الأربعاء 14 ماي 2025، أطلق قيس سعيّد من قصر قرطاج خطابًا حادًّا حمّل فيه المسؤولين في الدولة مسؤولية المرحلة، داعيًا إياهم إلى "التحلي بروح المناضل" و"التخلّص من رواسب الماضي"، بل وصل إلى حد اعتبار المسؤولية "معركة تحرير وطني" تتطلب ثورة على العقليات قبل القوانين.
سعيّد لم يكتفِ بالدعوة للإصلاح، بل شنّ هجومًا لاذعًا على من وصفهم بالمسؤولين المتكاسلين، قائلًا إن من يرى في الأريكة التي يجلس عليها غاية، فمكانه خارج مؤسسات الدولة، ملوّحًا بإزاحتهم واستبدالهم بشباب "مفعم بروح النضال".
الخطاب، وإن حمل في طياته دعوة واضحة للإصلاح والتجديد، إلا أنه يعكس استمرار سعيّد في نهج الخطابات الشعبوية والتوصيفات الرمزية بدل تقديم حلول مؤسساتية واضحة، في وقت تتطلب فيه البلاد معالجة دقيقة لأزمتها الاقتصادية والاجتماعية. كما يثير خطاب "التطهير" و"التحرير" مخاوف من التوظيف السياسي لمواقع المسؤولية، على حساب الكفاءة والاستقرار الإداري.