استقبل قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء 15 أفريل 2025، بقصر قرطاج، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في لقاء بدا أقرب إلى استحضار الماضي منه إلى مجابهة تحديات الحاضر.
وركّز سعيّد في حديثه على استعراض محطات تاريخية مرت بها جامعة الدول العربية منذ تأسيسها، دون تقديم أي رؤية واضحة أو مبادرة عملية تتناسب مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم العربي، مكتفيًا بالتأكيد على "ضرورة أن تكون الأمة العربية فاعلة"، في تكرار لعبارات إنشائية فقدت تأثيرها أمام واقع التشرذم والانقسامات.
وفي الشأن الفلسطيني، أعاد سعيّد التأكيد على "موقف تونس الثابت" دون تقديم أي خطوات ملموسة، مكتفيًا بخطاب عاطفي حول "اغتيال الإرادة" و"التحرير الكامل"، في تجاهل تام للواقع الدموي اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل تخاذل عربي رسمي متواصل.
اللقاء، الذي تطرّق نظريًا إلى "العمل العربي المشترك"، لم يُفضِ إلى إعلان أي آليات جديدة أو مواقف موحدة في ظل تصاعد الأزمات في المنطقة، ما يعكس استمرار جامعة الدول العربية كهيكل رمزي، وعجز قادتها عن تحويل أقوالهم إلى أفعال.
وبينما يواصل سعيّد انتهاج خطاب شعبوي يركن إلى الشعارات، يبقى الشارع العربي في معظمه فاقدًا للثقة في المؤسسات الرسمية، التي تكتفي بعقد اللقاءات وتبادل المجاملات في قاعات مغلقة.