طالب النائب في برلمان سعيد أحمد سعيداني، رئيس الجمهورية قيس سعيّد بضرورة تطهير فريقه من "المنافقين"، محذراً من أنهم يقودونه نحو "الهاوية"، كما جاء في تعبيره.
وفي منشور مطوّل على صفحته في فيسبوك، أشار السعيداني إلى وجود شخصيتين لقيس سعيّد: الأولى إنسان والثانية سياسي.
وقال: "أعبر عن أسفي، فأنا الذي كنت أؤمن بهذا الرجل: هناك قيس سعيد الإنسان وقيس سعيد السياسي. الأول مبدئي ومخلص لشعبه، وأب قبل أن يكون رئيساً، حيث يحب التونسيين ويحبونه".
وأضاف: "أما الثاني، فهو بعيد عن العمل السياسي ولا يعرف كيف يتصرف. لا يدرك لماذا اختار بعض الأشخاص أو عزل آخرين، بل يخرج مهدداً ومحملاً المسؤولية للمسؤولين الذين عيّنهم، رغم أنه هو من اختارهم".
ورأى السعيداني أن قيس سعيد الإنسان يحظى بحب الغالبية العظمى من الشعب، بينما قيس سعيد السياسي يفتقر إلى الرؤية الواضحة ولا يطبق ما يقوله.
وتساءل النائب: "هل يكفي صدق الرئيس ومبدئيته لإدارة الدولة؟ هل يمكن أن تكون نظافة اليد وحسن النوايا بديلاً عن التخطيط والرؤية المستقبلية؟"
وأضاف: "تمكن قيس الإنسان من كسب قلوب الكثيرين، لكن قيس السياسي لم يستطع وضع خطط للسيادة الغذائية أو الطاقية أو المالية والنقدية. قيس الإنسان يملك القلوب، بينما قيس الآخر لا يملك العقول والبطون".
وأعرب السعيداني عن دعمه لقيس سعيّد السياسي، قائلاً: "نحن معك، لكن قيس السياسي ليس حتى مع نفسه".
ودعا السعيداني رئيس الجمهورية إلى تطهير فريقه، قائلاً: "نظف بطانتك من المنافقين، فهم يقودونك ويقودوننا معك إلى هاوية لا قرار لها. ليست الفائدة في الخطب الرنانة، والأرض ما زالت مغتصبة والثروة ليست بيد التونسيين".
كما دعا السعيداني سعيّد إلى التوقف عن ملاحقة مياه الصرف الصحي وتقبيل الأطفال، مشدداً على ضرورة زيارة حقول الغاز والنفط.
وقال: "أريدك أن تكون مدشناً لمشاريع استصلاح الصحراء لتصبح تونس سلة غذاء. تونس الخضراء يجب أن تكون بلا صحراء. لا أريدك ملوحاً بيديك بالنصر أمام البسطاء، بل أريد من تلك اليد أن تعلن تجميد سداد الديون التي لم يستفد منها شعبك. أي اعتماد على الذات يجوع شعبك هو بمثابة حرب عليه".
واختتم النائب بالقول: "لقد تعبنا، سيدي الرئيس، والكلمات وحدها لن تشبع البطون الجائعة. الخطب والبلاغات لن تكفي لتحقيق طموحاتنا لتونس عظيمة وقرطاج أخرى ممكنة بأبنائها".