حذر النائب عن جهة صفاقس طارق المهدي، خلال مداخلة إذاعية يوم أمس الخميس، من خطورة الأحداث التي شهدتها منطقة العامرة بولاية صفاقس، عقب اندلاع اشتباكات دامية بين مجموعتين من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرا أن ما جرى يمثل منعطفًا خطيرًا يستوجب تدخلاً عاجلاً من قبل السلطات المعنية.
خلفية الاشتباكات:
وأوضح المهدي أن المواجهات اندلعت بين مخيمين متجاورين، الأول يضم مهاجرين من الكوت ديفوار والثاني من غينيا كوناكري، بسبب خلاف بسيط أثناء مشاهدة مباراة كروية، تطور إلى صدامات عنيفة استُعملت فيها أسلحة بيضاء، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
تفاصيل ميدانية:
وأكد النائب أنه كان حاضرًا ميدانيًا أثناء وقوع الحادثة، وأن الفرق الصحية اضطرت إلى نقل ثمانية مصابين في حالة حرجة إلى المستشفيات، في حين ظل آخرون دون إسعاف في محيط الاشتباكات بسبب الفوضى.
وأضاف أن الضحية توفي نتيجة إصابة على مستوى الرأس، وبقي جثمانه في المكان إلى أن تمّ نقله لاحقًا من قبل الجهات المختصة، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الجرحى رفضوا مغادرة المكان أو التبليغ خشية الترحيل القسري.
دعوة إلى تحرك عاجل:
وشدّد المهدي على ضرورة تنظيم تدخل عاجل يضم الهلال الأحمر والمنظمات الدولية لمعالجة الوضع الكارثي، لافتًا إلى أن عدد المخيمات في العامرة يفوق 17 مخيمًا، يضم بعضها مئات وآخرون آلاف المهاجرين، وسط ظروف صحية وأمنية صعبة للغاية.
كما أشار إلى أن جزءًا كبيرًا من المهاجرين أعربوا عن رغبتهم في العودة الطوعية إلى بلدانهم، داعيًا الدولة إلى تكثيف التنسيق مع المنظمات الدولية لتسهيل عمليات العودة، وتفادي تفاقم التوترات التي قد تهدد الأمن العام.
تحية للوحدات المتدخلة وتحذير للسلطات:
وفي ختام مداخلته، توجه المهدي بالشكر للوحدات الأمنية والصحية التي تدخلت لاحتواء الوضع، مؤكدًا أن ما يحدث في العامرة يجب أن يكون جرس إنذار حقيقيًا يستوجب تحركًا فوريًا واستراتيجيًا لمعالجة أزمة الهجرة غير النظامية من جذورها.