افاد منصف الشريقي أمين عام الحزب الاشتراكي و عضو شبكة الدفاع عن الحقوق والحريات، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "النتائج متوقعة منذ البداية، فالرئيس عيّن الهيئة، وهي تقوم بدور غير حيادي، وتحكمت في كامل المسار باسم الولاية الشاملة على الانتخابات، وأزاحت كل مرشح جدّي، ورفضت تطبيق قرارات المحكمة الإدارية بإعادة مرشحين لسباق الانتخابات، ثم تدخّل المجلس التشريعي غير الممثل شعبياً لسحب اختصاص المحكمة الإدارية أياماً قبل الاقتراع"، مضيفا ان "كل هذا يدفعنا لتوقع فوز الرئيس الحالي، فلا توجد خيارات أمام الشعب".
و قال ايضا أن "أكثر من 70% من التونسيين لم يشاركوا في الانتخابات، أي أن نحو ستة ملايين ونصف المليون لم يصوتوا، وبالتالي فهي شرعية ضعيفة". وبيّن الشريقي أن "النضال سيتواصل، فقد كنا سابقاً نتصور أنه بعد انتفاضة 2011 انتهى النضال، وسيبدأ بناء تونس الديمقراطية، ولكننا نجد أنفسنا بعد عشر سنوات من حكم النهضة وحلفائها، وبعد نضالات من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، يتم الانقلاب على السلطة، ويصبح رئيس الجمهورية الحاكم في كل السلطات والبقية وظائف تشتغل عنده".
و اضاف : "عدنا للنضال من أجل أبسط الحقوق السياسية والفردية، واليوم في إطار شبكة الدفاع عن الحقوق والحريات، أصبحنا نناضل من أجل الحق في الاجتماع والحرية السياسية".
وشدد الشريقي على أن "السنوات الخمس المقبلة ستكون انتكاسة مليئة بخطاب التخوين والعمالة، ونفس الخطاب المتكرر من 25 يوليو"، مشيراً إلى أن "هناك نسبة من التونسيين لم تشارك، ربما من بينهم من تفاعل ولبى نداء الحزب الاشتراكي والعمال والتكتل والقطب والتيار بالمقاطعة، ونحن نعتبر أن المقاطعة آتت أُكلها، إذ إن أكثر من الثلثين لم يشارك في الانتخابات، ورفض المشاركة في مسرحية ومهزلة انتخابية أُعدت سلفاً ومعلومةٌ نتائجها قبل انعقادها" .
و بين الشريقي ان " المعارضة اتفقت أن الانتخابات معدة سلفاً، واختارت المقاطعة، وفي ذلك توحيد موقف، ولو كانت هناك نزاهة وتنافس وديمقراطية، ربما لبحثنا في تنسيقية الأحزاب الخمسة عن مرشح للمعارضة الديمقراطية التقدمية، وسنواصل النضال لبناء تكتل لقطب ديمقراطي وجمهوري بعد الانتهاء من زوبعة الانتخابات وسنقدم بديلاً للتونسيين " .