وجه المعتقل السياسي غازي الشواشي من معتقله في المرناقية رسالة إلى الرأي العام جاء فيها ما يلي
من المحتجز قسرا عدد 302730، منذ 553 يوما، الأستاذ غازي الشواشي إلى الرأي العام
،إلى كل من يرفع صوته دفاعًا عن الحق
،إلى كل من يقف في وجه الظلم والإستبداد،"و تلك الأيام نداولها بين الناس"أنا هنا، خلف القضبان، أشهد على مراحل السياسة المتغيرة، وأؤكد للجميع أن الأمل لا يموت.
إن ما يمر بنا من محن ليس إلا مرحلة في مسيرتنا السياسية و الانسانية نحو العدالة والحرية. لطالما ذكرت ان اليأس ليس صديقنا، بل هو عدونا الذي يحاول أن يثنينا عن المضي قدمًا في سبيل الحق.في هذا الظرف الحسٌاس، أودّ أن أعرب عن شكري العميق للقضاة الإداريين، و إن كان ذلك من صميم عملهم و قسمهم و شرفهم، الذين كانت لهم الشجاعة والجرأة لاحترام القانون و روحه و إنصاف العدالة، رغم ضغوطات و تعلميات و تنكيل السلطة الجائرة.لقد أثبتوا أن استقلالية القضاء الإداري ليست مجرد شعار، بل كرّسوها واقعا في أحكامهم و أعادوا لنا الأمل في إمكانيّة إرساء دولة قانون و مؤسسات..و كم كانت لحظة تاريخية جريئة !إنني أؤمن بأن العدالة هي أساس العمران و أنّها تمثّل آخر حصن قبل ترسيخ أي منظومة استبداديّة، و من داخل المعتقل أدعو القضاء العدلي الذي تم تهديده و إخضاعه إلى تحمل مسؤولياته و التدارك من أجل الإفراج عن جميع معتقلي الرأي و التعبير دون استثناء و ضحايا القضايا الوهمية الكيدية.. قبل فوات الأوان.هذه فرصتكم، ربما الأخيرة، لتكونوا إلى جانب الحق و ولتساهموا في ايقاف نزيف الظلم و التنكيل.تذكروا دائما أنّه لو دامت لغيره لما آلت إليه و أنّ وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى و أنّه على الباغي ستدور الدوائر...أنا متأكّد أنّنا ماضون نحو غدٍ أفضل رغم كل التنكيل و المآسي و التحديات و العواقب، و لكم سديد النظر.