نشر المحامي سمير ديلو فحوى رسالة كتبها المحامي والقاضي السابق الموقوف أحمد صواب من داخل سجن المرناقية، قال فيها، "من لا يريد الفهم فلن تفحمه البداهة و من يريد الإقصاء فلن يعدم التّعلاّت و من يعجز عن مواجهة الحجّة فلا يبقى له غير استهداف صاحبها .. كنت و لا أزال وسأبقى صاحب موقف ورأي أعبّر عنهما بشجاعة و مسؤوليّة و لم يعرف عنّي دعوة لعنف و لا تحريض عليه و لا تبرير له.. "
وفيما يلي النصّ الكامل للرسالة:
"هذه كلمات لا أبغي من ورائها كسب تعاطف و لا التّنصّل من موقف و لا تبرير قول ، فما عهدت نفسي و ما عهدني كلّ من عرفني إلاّ ثابتا في مواقفي صلبا في تمسّكي بقيم نذرت لها حياتي و أدفع اليوم حرّيتي ثمنا لها ، كنت أوصّف عن بيّنة و اطّلاع حال العدالة و ما أصابها و اعتراها و لكنّي ما ظننت يوما أنّ أجهزة نظاميّة تتحرّك تحت وطأة حملة شيطنة و افتراء من عصابة بالكاد تفكّ الخطّ ، و لا تميّز بين الأدوات البلاغيّة و أدوات الحراثة .. و لا طاقة لها على التمييز بين الخطاب التّقريري الوصفي المباشر و بين خطاب يستعمل المجاز و الإستعارة و التّضادّ و الإيحاء و التّهكّم .. هل للسّلطة التي احتكرت حرّية التصرف في كل شيء أن تحتكر أيضا اختيارنا لقناعاتنا و تموقعنا حضاريّا و فكريّا و سياسيّا ؟! هل لها أن تختار إرهابيّيها على مزاجها .. من لا يريد الفهم فلن تفحمه البداهة و من يريد الإقصاء فلن يعدم التّعلاّت و من يعجز عن مواجهة الحجّة فلا يبقى له غير استهداف صاحبها .. كنت و لا أزال وسأبقى صاحب موقف ورأي أعبّر عنهما بشجاعة و مسؤوليّة و لم يعرف عنّي دعوة لعنف و لا تحريض عليه و لا تبرير له . كل الإمتنان و الشّكر لمن قال فيّ كلمة حقّ و أبدى رفضه لما لحقني من ظلم و تشويه .. شكرا لعشرات المحامين الشّجعان الذين حضروا جلسة يوم الإربعاء و أصرّوا على احترام حقوق الدّفاع ، شكرا لفرع تونس للمحامين ، شكرا لمنظّمة العظيم حشّاد الاتّحاد العام التونسي للشغل ، شكرا لمنظّمات المجتمع المدني و لما بقي من شظايا الإعلام الحرّ ، شكرا لأحبّاء جمعيّة القلب الملعب الـتّونسي .
تحيا تونس . المرناڤية في 24 أفريل 2025"