مرة أخرى، يؤكد قيس سعيّد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة وضع حدّ لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ورغم وجاهة هذا الموقف المبدئي، يظل السؤال المطروح: هل تكفي التصريحات وحدها لإحداث تأثير فعلي في الساحة الدولية؟
في وقت تتصاعد فيه الانتهاكات ضد الفلسطينيين، تبقى المواقف الدبلوماسية التونسية محصورة في البيانات والتصريحات، دون أي مبادرات ملموسة على المستوى الإقليمي أو الدولي. كما أن الحديث عن "مراجعة المفاهيم التقليدية" يثير تساؤلات حول الآليات الفعلية التي تقترحها تونس لتحقيق ذلك.
أما على مستوى العلاقات الخارجية، فإن تأكيد سعيّد على "التعاون الندّ للندّ" يعكس رغبة في تعزيز الاستقلالية الدبلوماسية، لكنه قد يفتقر إلى الواقعية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد. فإلى أي مدى يمكن لهذه المواقف أن تتحول إلى خطوات عملية، بدل أن تظل مجرد شعارات في سياق لا يعترف إلا بالقوة والمصالح؟