أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) موجز سياسات حذرت فيه من تداعيات السياسات الحمائية الأمريكية الجديدة، خاصة الرسوم الجمركية التي قد تؤثر بشكل كبير على صادرات عربية غير نفطية نحو السوق الأمريكية، بما قيمته 22 مليار دولار.
وشملت الدول المهددة بهذه الآثار تونس، البحرين، مصر، الأردن، لبنان، والمغرب، التي يُتوقع أن تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة نتيجة الإجراءات الأمريكية. كما أشارت الإسكوا إلى أن هذه السياسات قد ترفع كلفة الاقتراض لهذه الدول بسبب ارتفاع عائدات السندات السيادية، مما قد يُثقل كاهل موازناتها بأعباء إضافية تصل إلى 114 مليون دولار في 2025، ويؤثر سلبًا على الإنفاق الاجتماعي والإنمائي.
كما عبّر التقرير عن مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، خصوصًا من شركاء اقتصاديين رئيسيين كالصين والاتحاد الأوروبي، الذي يمثل الوجهة الأساسية لمعظم صادرات تونس والمغرب.
ولتفادي تداعيات هذه السياسات، دعت الإسكوا إلى تعزيز التكامل الاقتصادي العربي عبر تسريع تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية الإقليمية، مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واتفاقية أغادير، إلى جانب تحسين شروط التفاوض التجاري مع الولايات المتحدة.
وأكدت الأمينة التنفيذية للجنة، رولا دشتي، أن المنطقة العربية أمام "فرصة تاريخية" لإعادة هيكلة اقتصاداتها نحو المزيد من التنوع والمرونة والتكامل، رغم التحديات الراهنة.
يُذكر أن الصادرات غير النفطية من الدول العربية إلى الولايات المتحدة شهدت نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت من 14 مليار دولار في 2013 إلى 22 مليار دولار في 2024، وهو النمو الذي بات مهددًا بالإجراءات الحمائية الأمريكية الأخيرة.