انتقد الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، في مقال له نشره على صفحته الرسمية ، تعامل السلطات التونسية مع أزمة المهاجرين الأفارقة العالقين في البلاد، معتبراً أنها مجرد "جزء ظاهر من جبل الجليد" الذي يعكس أزمة الحكم والدولة والشعب في تونس.
وأشار المرزوقي إلى ما وصفه بـ"فشل" الرئيس الحالي في الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، متهماً إياه بالخضوع لضغوط خارجية، سواء من الجزائر التي قامت بترحيل المهاجرين إلى الحدود التونسية، أو من إيطاليا التي تدفع لتونس بمهمة احتجاز المهاجرين مقابل "مساعدات زهيدة".
كما انتقد الدولة التونسية لعجزها عن إيجاد حلول إنسانية للمهاجرين، مثل إنشاء مخيمات توفر الحد الأدنى من الرعاية الصحية، بدلاً من تركهم يهيمون في البساتين، ولعدم اتخاذ إجراءات قانونية تضمن سلامتهم الجسدية، رغم تقارير منظمات دولية عن تعرض بعضهم "للاعتداءات والانتهاكات الجسدية، بما في ذلك الاغتصاب والقتل".
وتطرق المرزوقي أيضاً إلى ما وصفه بـ"تفشي العنصرية في المجتمع التونسي"، مشيراً إلى أن هذه الأزمة كشفت عن مواقف عنصرية تجاه الأفارقة، مما قد يؤثر مستقبلاً على تعامل الدول الإفريقية مع تونس في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم.
واستحضر الرئيس الأسبق تجربة تونس في استقبال مليوني لاجئ ليبي عام 2011، والتي أشاد بها حينها أنطونيو غوتيريش، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، واصفاً إياها بأنها "نموذج إنساني استثنائي". لكنه عبّر عن أسفه لما آلت إليه صورة تونس اليوم، التي أصبحت وفق تعبيره "وصمة عار في القارة الإفريقية" بسبب التعامل الحالي مع المهاجرين.
وختم المرزوقي مقاله بالإشادة بالمواطنين الذين ساندوا المهاجرين وساعدوهم رغم الوضع الصعب، معتبراً أنهم يمثلون "الشرف الحقيقي لتونس" في مواجهة الأزمة الحالية.