حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة، من أنّ الوضع في شمال قطاع غزة “كارثي”، وأنّ السكان بأكملهم في شمال القطاع معرّضون للموت الوشيك، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال هجومها العسكري على المنطقة.
وقال المسؤولون في بيان، وقّعه رؤساء هيئات من الأمم المتحدة من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة أخرى: “السكان الفلسطينيون بأكملهم في شمال غزة معرّضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف”.
وجاء في البيان: “المساعدات الإنسانية لا تتماشى مع حجم الاحتياجات بسبب القيود المفروضة على الوصول (إلى المنطقة) والسلع الأساسية المنقذة للحياة غير متوفرة، والعاملون في المجال الإنساني لا يشعرون بالأمان في أداء مهام عملهم ولا يستطيعون الوصول إلى المحتاجين بسبب القوات الإسرائيلية وانعدام الأمن”.
وحثّ المسؤولون على حماية المدنيين الفلسطينيين، ودعوا الكيان إلى “وقف هجومه على غزة، وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة”.والاثنين،
قال الدفاع المدني الفلسطيني إنّ نحو 100 ألف شخص محاصرون في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال غزة دون إمدادات طبية أو غذائية.وتعثّرت آمال وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، بعد أن شكّك مسؤولون أمريكيون أن تؤدّي الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرّرة يوم 5 نوفمبر.
والخميس، بدأ المسؤولان الأمريكيان، مستشار بايدن بريت ماغكورك، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط عاموس هوكستين، مباحثاتهما مع صنّاع القرار في الكيان في إطار مساعي التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.والجمعة، أجرت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور مباحثات مع سفير الكيان لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج، مع اقتراب المهلة التي حدّدتها واشنطن للكيان لتحسين الوضع، وإلّا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وقال المتحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنيامين سواراتو، إنّ باور ناقشت مع هرتسوج “ضرورة تقديم المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني”.وأضاف أنّ “مديرة الوكالة باور عبّرت عن قلقها البالغ حيال الظروف الإنسانية في شمال غزة”.
يُذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية كانت أبلغت الكيان المحتل في 13 أكتوبر الفارط بأنها يجب أن تتّخذ خطوات لتحسين الوضع في قطاع غزة في غضون 30 يوما.
ويهدف اقتراح الهدنة إلى بدء مفاوضات غير مباشرة بين الكيان وحركة حماس، سعيا إلى تحقيق انفراجة في الأزمة القائمة، مع إمكانية الإفراج التدريجي عن رهائن خلال فترة الهدنة، وفق إعلام الكيان.وقال مسعفون في غزة إن نحو 64 شخصا استشهدوا وأصيب عشرات ليلة الخميس وحتى صباح الجمعة في غارات لقوات المحتل على دير البلح ومخيّم النصيرات وبلدة الزوايدة في وسط القطاع الساحلي وكذلك في الجنوب.
ولفت مسعفون في مستشفى العودة بمخيّم النصيرات إلى أنّ 14 فلسطينيا استشهدوا في قصف استهدف مدخل مدرسة تؤوي نازحين في المخيم، و أنّ 10 آخرين استشهدوا بداخل سيارة في خان يونس جنوب غزة.والخميس، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، أنّ جيش الاحتلال قتل أكثر من 1200 فلسطيني بمحافظة شمال غزة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي مطلق مجازر في غزة، ما أسفر عن أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوإ الكوارث الإنسانية بالعالم.