في تصريح صريح وغير مسبوق، عبّر الصحفي و الكاتب العام السابق لنقابة الصحفيين التونسيين منجي الخضراوي عن خيبة أمله من واقع الحريات الإعلامية في تونس، وخصوصًا بعد 25 جويلية 2021، مؤكدًا أن حرية الصحافة لم تشهد تراجعًا كهذا منذ سنوات، حتى بالمقارنة مع فترات تُوصف بالتسلط.
الخضراوي، المعروف بانتقاداته لحركة النهضة ومشروعها السياسي، قال إنه رغم معارضته للإسلاميين، فقد كان يعمل بحرية وكرامة في العشرية التي قادوا فيها الحكم، واصفًا تلك المرحلة بـ"الزمن الذهبي لحرية التعبير".
وقال في تدوينته:
"لا أحب الخوانجية فكريًا ولا سياسيًا، وكذلك المرزوقي والباجي، ولكنني كنت أمارس مهنتي الصحفية دون قيود، عكس ما يحصل اليوم حيث أصبحت الكرامة مهددة وفقدنا حتى أبسط شروط العمل الصحفي."
واعتبر الخضراوي أن تونس تعيش "عودة إلى ممارسات حقبة بن علي، بل وربما أشنع"، محمّلًا المسؤولية لـ"من تحمّسوا لعهد جديد واصطفوا لتبرير كل التجاوزات"، على حد تعبيره.
هذا الموقف من الخضراوي يسلّط الضوء على تدهور المشهد الإعلامي في تونس، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من التضييق على الحريات، وعودة أساليب الترهيب والرقابة غير المباشرة.