قال الباحث السياسي البحري العرفاوي، خلال استضافته في برنامج "لقاء خاص"، إن قرار المؤتمر العاشر لحركة النهضة بفصل العمل الدعوي عن العمل السياسي لم يكن مجرد تطور فكري، بل كان استجابة ضرورية لمقتضيات الواقع المحلي والإقليمي الضاغط. وأوضح أن الحركة واجهت تحديات كبيرة بعد فوزها في انتخابات 2011 بحصولها على نسبة تقارب 40%، الأمر الذي فرض عليها ضرورة التكيف مع متطلبات الحكم وممارسة السياسة بالكفاءة والاقتدار بعيداً عن الخطاب الدعوي.
وأضاف العرفاوي أن الفصل بين المسارين منهجي، يسمح بتوسيع قاعدة الكفاءات في العمل السياسي بعيداً عن القيد الدعوي، وهو ما كان ضرورياً لتسيير شؤون الدولة والتعامل مع تحديات الحكم، خاصة في ظل ضغوط داخلية وخارجية كبيرة. كما أشار إلى أن خطاب رئيس الحركة راشد الغنوشي كان مرناً تجاه الخصوم السياسيين، وأن عدم استثمار خصومه وجمهوره لفكره شكل أحد عوامل الصعوبات التي واجهها في المشهد السياسي.