أفادت جمعية ضحايا التعذيب في جنيف أن السجين السياسي مصعب الغربي أقدم على محاولة انتحار داخل السجن المدني بأوذنة، من خلال قطع شرايين يده، احتجاجًا على ما وصفته الجمعية بـ"التمطيط في الإجراءات القضائية وغياب أركان مادية تبرر الإدانة أو الإيقاف".
وأوضحت الجمعية في بيان لها، اليوم السبت 5 أفريل 2025، أن الغربي دخل في حالة هستيرية عقب قرار النيابة العمومية تعقيب قرار دائرة الاتهام، ما دفعه إلى الإقدام على فعلته تعبيرًا عن رفضه لمواصلة احتجازه بتهم سياسية، من بينها "التآمر ونسبة أمر موحش لرئيس الجمهورية"، وذلك منذ إيقافه يوم 14 جويلية 2024.
وذكّرت الجمعية بأن الغربي، وهو خريج ماستر في الحقوق ويبلغ من العمر 30 سنة، سبق أن خاض إضرابًا عن الطعام استمر لأكثر من أسبوع في جانفي الماضي، احتجاجًا على ما اعتبره مماطلة في تسليم تقرير الشرطة الفنية حول أجهزته المحجوزة، وعدم وجود أدلة تدينه.
وأكدت الجمعية أن اعتقال الغربي جاء على خلفية مرافقته للأمين العام لحركة النهضة العجمي الوريمي، و"عدم الإبلاغ" عن القيادي محمد الغنودي، رغم أن الأخير كان يشارك بصفة علنية في الوقفات الأسبوعية لجبهة الخلاص.
وفي ختام بيانها، عبّرت جمعية ضحايا التعذيب عن أسفها الشديد لمحاولة الانتحار، مندّدة بما وصفته بـ"التنكيل السياسي الممنهج"، وطالبت بالإفراج الفوري عن الغربي ورفيقيه في القضية، وبضرورة توفير الرعاية الطبية والنفسية اللازمة له، كما حمّلت السلطات التونسية مسؤولية التزاماتها القانونية الدولية تجاه اتفاقيات مناهضة التعذيب.