أعلن البنك المركزي التونسي أن صافي الموجودات من العملة الأجنبية بلغ إلى حدود يوم الجمعة الماضي 22,649 مليون دينار، وهو ما يغطي حوالي 98 يوم توريد. كما أشار المصدر ذاته إلى أن قيمة الأوراق النقدية والمسكوكات المتداولة بتاريخ الخميس الماضي بلغت 23,793 مليون دينار.
وفي مداخلة له اليوم الإثنين 26 ماي 2025، ضمن برنامج "إيكو ماغ"، أشار المحلل المالي معز حديدان إلى تراجع تدريجي لمخزون تونس من العملة الصعبة منذ جانفي 2025، حيث كان يغطي حينها 104 أيام توريد، أي أن الاحتياطي ينخفض بوتيرة يوم واحد تقريباً كل أسبوع.
وأوضح حديدان أن انخفاض الاحتياطي تحت عتبة 100 يوم توريد يُعدّ مؤشراً سلبياً، نظراً لأهمية هذا المخزون في تغطية الحاجيات الحيوية للدولة مثل استيراد الحبوب والنفط، وأيضاً الوفاء بالالتزامات المتعلقة بسداد الديون الخارجية.
وأرجع حديدان هذا التراجع إلى تفاقم العجز التجاري، نتيجة ارتفاع حجم الواردات مقابل تراجع الصادرات. وتوقع استمرار هذا الانزلاق التدريجي لمخزون العملة الصعبة في المستقبل القريب.
وأكد المحلل المالي أن كل العمليات الاقتصادية المرتبطة بالتجارة الخارجية، السياحة، الديون وتحويلات التونسيين بالخارج تنعكس في مستوى مخزون العملة الأجنبية، معتبراً إياه مؤشراً حاسماً في تقييم الوضع الاقتصادي العام.
من جانب آخر، أشار حديدان إلى أن الدينار التونسي سجّل منذ بداية السنة ارتفاعاً بنسبة 6.8% مقابل الدولار، في حين تراجع بـ1.2% أمام الأورو. وبيّن أن تحسن الدينار أمام الدولار يعود بالأساس إلى تراجع العملة الأمريكية عالمياً، وليس إلى تحسّن في أداء الاقتصاد التونسي، إلا أن هذا التحسن يظل مفيداً عند استيراد المواد البترولية.