في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بالفايسبوك دوّن الفاضي حمادي الرحماني ما يلي :
قضاء الرئيس المنتهية ولايته، قضاء الواحد الأحد، قضاء مذكرات العمل - الليلة الثانية عشرة بعد التسعمائة 912
"عُمر القضاء" لطفي بن جدو تطاله أيضا مذكرات الوزيرة!
"اللًهُمً عبورا خفيفا وأثرا طيبا"!
وسط أخبار شبه مؤكدة عن إزاحة القاضي الفاضل لطفي من جدو من رئاسة المحكمة الابتدائية تونس 2 ونقلته المفاجئة والتعسفية دون طلب منه إلى باجة بخطة وكيل أول لدى محكمة الاستناف بباجة، وذلك في سياق تعهد المحكمة الابتدائية بتونس 2 ببعض ملفات المترشح الرئاسي "العياشي زمال"...في سياق ذلك ودون إشارة مباشرة لنقلته المفاجئة وللمظلمة التي تعرض لها وللإجراء التعسفي المهين الذي طاله...دَوًن القاضي الغني عن التعريف والمعروف بكفاءته وعدله واستقامته واستقلاليته "عمر القضاء"، دَوًن بمرارة حاول كتمانها وتصريفها في قضايا الناس...دوًن متألما لفراق متسارع لأحبته متعاليا على جراحه الجديدة، مُترفعا عن الشكوى والتبرم...مُنصرفا إلى قضايا الأمة والمصير...منشغلا بتزكية نفسه واستنقاذها من المهالك....مُلتفتا إلى ما يلقى به الله...مُعترفا ومُشيدا بفضل أهله وأصدقائه وزملائه وأجواره...دوًن على صفحته على الفايسبوك قائلا:
"وأنا أقف على أعتاب عمر مديد وأرى الرحمن يبتليني في أعزائي تباعا وفي ظرف وجيز : أخوالي، أمي نور عيني وعماتي وأبناء عماتي وهم في ميعة الصبا وسن متفتحة البكور وأرى نفسي ممتحنا في أصدقاء الطفولة ومقاعد الدراسة والأجوار وزملاء أعزاء على قلبي.
وأنا أرى مآسي غزة الأبية والمعاناة الممضة للثكلى والأرملة والعجول واللطيم واليتيم والخدج في ظل صمت عالمي وعربي وإسلامي رسمي تبلدت أحاسيسي وعرشت في دواخلي لا مبالاة لا حدود لها وفقدت الشغف الذي يغذي عشق الحياة في خافقي غير أن الأمر الذي ظل يشحذ عزيمتي وجود أشخاص رائعين في حياتي زوجة صالحة وأبناء بارون ووالد وإخوة و أخوات هم السند والعزوة وزملاء يجمعني بهم ود و إحترام لا حدود له والحب الذي ألمسه عند أجواري وعامة الناس.
اللهم خفافا لا نؤذٍي ولا نؤذَى لا نجرح ولا نُجرح ولا نُهين ولا نهان، اللهم عبورا خفيفا وأثرا طيبا."
وهذا ما كتبه بعض زملائه الذين اشتغلوا معه وتحت إشرافه بالمحكمة الابتدائية تونس 2 تعليقا على تدوينته ثناء على خصاله وأسفا على نقلته ووداعه:
- القاضية نسرين الفرشيشي:
"ربي يحفظك ويحفظلك احبتك وربي يرحم من فارقك منهم ..يا رئيسنا الباهي انت راك قدوة لأجيال من القضاة وأثرك ديما طيب وأنت مفخرة القضاء والبلاد بعدلك واخلاقك ومعدنك الثمين ..دمت عزيز قومك واهلك وأصدقاءك وزملائك."
- القاضي نور الدين السعيدي:
"تحية تليق بإمتحانك العظيم أيّها المُمْتَحَنُ الصّابِرُ....تحيّةً عادلةً من كفّتي ميزانِ عدلٍ حرِصْتَ على توازنه حتى زغردت الثكالى بقصر عدلك فرحاً بما نطقْتَ فأنصفْتَ و بأجر العدل فُزْتَ.....تحيّةً من جمْعٍ تحت رايتك في العدل إجتهدوا وعلى عمريّتك شَهِدُوا وعلى دربك سارُوا وعلى عهدك بَقُوا....تحيّةً من مكانٍ به كنت من المارّين وليس من خصال الأبطال أن يشكوا حُزن الفراق ...كانت تحيّةً ولم تكن رثاءً فأنت من الأحياء ولم تكن مدْحًا فأنت لست بحاجة للمدح بل كانت شهادة للتّاريخ وواجبُ العشرة وأيام حسن الجوار....أنتم دائما في الذاكرة و صبرا آل ياسر إنّ موعدكم الجنة..."
هذا ما قال "عمر القضاء"، وذاك بعض ما قيل فيه...وذاك قاض يُنقل بجرة قلم...بمجرد مذكرة من وزيرةالعدل!!