في تعليقه على فاجعة سقوط سور معهد المزونة ووفاة عدد من التلاميذ، أكّد رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة أن المجلس "يسعى جديًا" لتدارس الإصلاحات التربوية وتفادي تكرار مثل هذه المآسي، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لمعالجة تدهور البنية التحتية بالمؤسسات التعليمية.
لكن هذا التصريح، على أهميته، لا يخرج عن إطار الخطاب الرسمي المعتاد الذي يتكرر بعد كل فاجعة، دون أن تواكبه إجراءات ملموسة تُترجم إلى تغيير فعلي في واقع المدارس والمعاهد المهدّدة بالسقوط منذ سنوات.
فالسؤال المطروح: أين كان هذا "السعي الجاد" قبل سقوط الجدار؟ وأين كانت لجان الرقابة والمتابعة البرلمانية عندما دقّت النقابات ناقوس الخطر مرارًا حول تدهور البنية التحتية؟
الحديث عن "الإصلاحات" و"السبل الممكنة" لا يكفي في ظل واقع يتطلّب حسمًا، لا لجانًا، وقرارات ميدانية لا وعودًا. فالكارثة حصلت، والدماء سالت، والوقت الآن ليس لمجرد تدارس بل لاتخاذ إجراءات صارمة وتحديد مسؤوليات واضحة.
المحاسبة لم تعد خيارًا، بل ضرورة... وإلا فإن "الحديث عن السعي" سيبقى مجرّد صدى بارد يتكرّر بعد كل مأساة.