في خضم التطورات التى جدت في المزونة ، نشر الناشط السياسي عبد الوهاب الهاني تدوينة مطوّلة على صفحته بموقع فيسبوك، اعتبر فيها انسحاب القوات الأمنية مؤشرًا إيجابيًا أوليًا، لكنه شدد على ضرورة المرور فورًا إلى مرحلة التهدئة الفعلية والإصلاح العاجل. وقدّم الهاني في تدوينته خارطة طريق من 12 نقطة، دعا من خلالها إلى معالجة الوضع المتأزم في المزونة، وتعميم هذه المعالجة على بقية الجهات المهمشة.
إطلاق سراح الموقوفين ووقف منطق "كبش الفداء"
من بين أولويات خارطة الطريق التي اقترحها الهاني، الدعوة إلى الإفراج الفوري عن جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات، معتبرًا أن خروجهم جاء كردّ فعل مشروع على مأساة أليمة. كما طالب بـإطلاق سراح مدير المعهد الذي تم إيقافه، منتقدًا ما وصفه بمحاولات "تحميل المسؤولية للأفراد بدل الاعتراف بالتقصير المؤسساتي الجماعي".
دعوة الحكومة للنزول إلى المزونة
واقترح الهاني أن يتم إيفاد وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة رئيسة الحكومة إلى المزونة خلال الساعات القادمة، من أجل الاستماع لمطالب الأهالي، وتقديم حلول ملموسة، على رأسها تفعيل صندوق الطوارئ لترميم البنية التحتية المتدهورة للمؤسسات التربوية، لا سيما تلك التي تُشكّل خطرًا مباشرًا على حياة التلاميذ.
لامركزية القرار وإصلاح الإعلام
في خطوة لافتة، دعا الناشط السياسي إلى عقد مجلس وزاري طارئ في مقر ولاية سيدي بوزيد، يُخصص للنظر في الوضع التنموي والاجتماعي بالجهة، على أن تتبع هذه الخطوة باجتماعات وزارية دورية خارج العاصمة، تُخصّص كل مرة لإحدى الولايات الفقيرة، مع تكليف وزير قارّ بمتابعة تنفيذ القرارات الجهوية.
كما تطرّق الهاني إلى ضرورة إصلاح منظومة الإعلام والتواصل الحكومي والرئاسي، منتقدًا ما أسماه "الهذيان الإعلامي" لبعض الأطراف غير الرسمية، داعيًا إلى تعيين ناطقين رسميين مسؤولين باسم الرئاسات الثلاث وتوفير إعلام مهني وشفاف ووطني.
دعوة لانتخابات بلدية وإنهاء التوتر السياسي
ولم تغب المسائل السياسية عن خارطة الطريق، حيث دعا الهاني إلى التعجيل بتنظيم الانتخابات البلدية، بعد قرار حل المجالس البلدية، معتبرًا أن ما تلا ذلك من تعيين كتّاب عامين لتسيير البلديات أثبت فشله. كما طالب بـغلق قوس المحاكمات السياسية ومحاكمات الرأي، والانخراط في مشروع توافقي وطني واسع يعيد الثقة بين الدولة والمواطنين.